في تطور لافت يعكس حالة الاستقطاب الإقليمي، أبدى الشارع اليمني المؤيد للحكومة الشرعية ارتياحاً واضحاً للضربات الإسرائيلية التي تستهدف النظام الإيراني، معرباً عن أمله في أن تؤدي هذه المواجهة إلى توقف الدعم الإيراني للانقلاب الحوثي واستعادة السيطرة على المناطق المحتلة.
وتزامن هذا الموقف الشعبي مع انخفاض ملحوظ في وتيرة الهجمات الحوثية تجاه إسرائيل، حيث اكتفت الجماعة بتبني هجوم واحد فقط منذ بدء المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، رغم التصريحات الداعمة لطهران من قادة الحوثيين بقيادة عبد الملك الحوثي ورئيس مجلسهم الانقلابي مهدي المشاط.
من جانبه، اعتبر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني أن النظام الإيراني “يجني اليوم ثمن عقود من السياسات العدوانية والتخريبية التي زرع فيها الفوضى بالمنطقة وسلح الميليشيات وقوض الدول”.
وأوضح الإرياني أن ما تتعرض له إيران “ليس سوى نتيجة طبيعية لاختيارها سياسة التصعيد الدائم ورفضها التعايش السلمي مع محيطها”، مشيراً إلى أن اليمن دفع “الثمن الأفدح دماً ودماراً وتشريداً” جراء هذه السياسات.
يتوقع مراقبون أن تواصل الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ أو صاروخين من وقت لآخر لمساندة إيران، نظراً لعدم امتلاكها منصات الإطلاق الكافية لشن هجمات مكثفة. وقد أطلقت الجماعة أكثر من 200 صاروخ ومسيرة تجاه إسرائيل منذ نوفمبر 2023، إلى جانب مهاجمة عشرات السفن التجارية في البحر الأحمر.
رداً على هذه الهجمات، شنت إسرائيل 10 موجات انتقامية ضد الحوثيين، دمرت خلالها موانئ الحديدة الثلاثة، ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، ومصانع للأسمنت، و4 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
انهيار الوهم الاستراتيجي الإيراني
وصف الإرياني الوضع الحالي بأن النظام الإيراني راهن على أدواته في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، “معتقداً أنه سيبقى خلف الستار دون حساب”، مؤكداً أن هذا “الوهم الاستراتيجي سقط وانكشفت أكذوبته”.
وأشار الوزير اليمني إلى أن المشروع الإيراني “لا يقتصر على الجانب النووي، بل يشمل دعم ميليشيات تسعى لقلب أنظمة الحكم والسيطرة على مقدرات الدول”، مستدلاً بتصريحات القادة الإيرانيين حول “السيطرة” على أربع عواصم عربية هي اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وختم الإرياني تصريحاته بدعوة المجتمع الدولي لاستثمار التطورات الراهنة في “تحرك مدروس ومسؤول يسهم في كبح التصعيد وتعزيز أمن واستقرار المنطقة على المدى الطويل”.
وتعكس هذه التطورات حالة الاستقطاب الحادة في المنطقة، حيث يراهن اليمنيون على أن تؤدي المواجهة الحالية إلى إضعاف النفوذ الإيراني وإنهاء الانقلاب الحوثي الذي يسيطر على شمال البلاد منذ عقد من الزمن.
نقلًأ عن:” الشرق الأوسط اللندنية”