شهدت الأزمة النووية الإيرانية تطورات متسارعة خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث صعدت الولايات المتحدة من خطابها تجاه إيران في ظل تعثر المفاوضات، بينما دافعت طهران عن برنامجها النووي ورفضت ما وصفته بالتقارير “السياسية” للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي هذا السياق، أكد قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أمس الثلاثاء، استعداد بلاده للرد “بقوة” لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، مشيراً إلى أن القيادة “أعدت خططاً وخيارات لترامب ووزير الدفاع في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران”.
وأوضح كوريلا أن اللجوء لحل عسكري مع إيران ممكن، مؤكداً أنه زود الرئيس دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسيث بخيارات واسعة، وأن الولايات المتحدة تقف أمام فرصة استراتيجية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران أصبحت “أكثر عدوانية” في مفاوضاتها مع الغرب، مضيفاً أن إيران تتصرف بشكل مختلف تماماً عما كانت عليه قبل أيام قليلة، واصفاً تصرفاتها بـ”المخيبة للآمال والمفاجئة”. وأكد مسؤولون أميركيون لشبكة فوكس نيوز أن إيران تماطل بالمفاوضات لمواصلة برنامجها النووي.
وبحسب تقارير هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصادر، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ ترامب أمس أن المفاوضات مع إيران لا جدوى منها وتستخف بالولايات المتحدة، لكن ترامب رد بحدة بأن تصريحات نتنياهو بشأن الهجوم على إيران لا تساعد وأن واشنطن تعمل على اتفاق. كما أوضح ترامب لنتنياهو أن واشنطن ستستنفد الخيارات الدبلوماسية مع إيران قبل اللجوء لخطوات أخرى.
في المقابل، رفضت إيران الانتقادات الموجهة لبرنامجها النووي، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية “سياسي وغير مبرر” ولا يتحدث عن انحراف البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن إيران أكدت مراراً عدم سعيها لأسلحة نووية ولديها فتوى المرشد التي تحرمها.
كما انتقد المتحدث الإيراني تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، خاصة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، معتبراً أنها تتعدى مسؤولياته.
وتأتي هذه التطورات في ظل تضارب حول موعد الجولة القادمة من المفاوضات، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن جولة جديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة مقررة الأحد، بينما كان الرئيس الأميركي ترامب قد أعلن أن المفاوضات ستجرى الخميس. غير أن مصدراً قريباً من الملف أشار إلى أن الاجتماع سيعقد على الأرجح الجمعة أو السبت.
يُذكر أن البلدين أجريا 5 جولات تفاوض بوساطة عمانية منذ 12 أبريل سعياً إلى إيجاد بديل من الاتفاق الدولي المبرم مع إيران في العام 2015 لكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. إلا أن المفاوضات تعثرت عند مسألة تخصيب اليورانيوم، ففي حين أصرت طهران على أن من حقها تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، اعتبرت إدارة الرئيس الأميركي أن تخصيب إيران لليورانيوم “خط أحمر”.
وأشار الجنرال كوريلا إلى أن إيران واصلت زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، ما يهدد بعواقب كارثية، كما أوضح أن وكلاء إيران في أضعف حالاتهم، لكن التحدي الأكبر يتمثل في الحوثيين.
وفي الوقت نفسه، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أجنبي أن التقدم الطارئ في المفاوضات قد يقود إلى اختراق، مما يعكس التعقيدات والتطورات المتسارعة في هذا الملف الشائك.