شنت إسرائيل فجر اليوم هجوماً واسع النطاق على مواقع عسكرية ونووية استراتيجية في إيران، في عملية وُصفت بأنها الأوسع والأخطر منذ عقود، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين واستهداف منشآت نووية حساسة.
وأكدت مصادر إسرائيلية وإيرانية، أن الهجمات استهدفت بشكل مباشر منشأة أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم في نطنز، إحدى أهم المواقع النووية الإيرانية.
وأفاد التلفزيون الإيراني بوقوع “انفجارات جديدة” في منشأة نطنز، فيما أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أن “منشأة نطنز النووية كانت من بين الأهداف المستهدفة”، مشيراً إلى تواصل الوكالة مع السلطات الإيرانية بشأن مستويات الإشعاع.
خسائر في القيادات العسكرية العليا
سجلت الضربات الإسرائيلية إصابات مباشرة في صفوف القيادة العسكرية الإيرانية، حيث أعلنت وكالة مهر الإيرانية مقتل قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد، وإصابة علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، بجروح بالغة ونقله إلى المستشفى في حالة حرجة جراء استهداف مقر إقامته.
وأكد الإعلام الرسمي الإيراني مقتل القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي في الغارات الإسرائيلية على طهران، إلى جانب الجنرال غلام علي رشيد نائب قائد الجيش، في ضربة قاصمة للقيادة العسكرية الإيرانية.
وأعلن التلفزيون الإيراني أيضاً مقتل العالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد طهرانجي في الضربة الإسرائيلية، مما يمثل ضربة مدمرة للبرنامج النووي الإيراني.
موجات قصف متتالية تشمل مدناً متعددة
تضمنت العملية الإسرائيلية أربع موجات قصف على الأقل، استهدفت مواقع في طهران وتبريز وكرمنشاه وسنندج ومحافظة كردستان. وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أن الموجة الرابعة ركزت على “منشآت لتصنيع الصواريخ والمسيرات” في تبريز وكرمنشاه، فيما تعرضت مصفاة تبريز للاستهداف أيضاً.
خسائر مدنية وإغلاق شامل للمجال الجوي
أعلن التلفزيون الإيراني مقتل 5 مدنيين وإصابة 20 آخرين في منطقة نارمك شرقي طهران جراء الهجمات. واضطرت هيئة الطيران المدني الإيرانية إلى إغلاق المجال الجوي للبلاد “حتى إشعار آخر”، فيما أغلقت إسرائيل مجالها الجوي أيضاً وشُلّ مطارا بن غوريون ورامون تماماً.
تحضيرات إسرائيلية لرد إيراني واسع
كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن تحضيرات مكثفة لمواجهة رد إيراني قد يشمل “إطلاق مئات الصواريخ الباليستية نحو إسرائيل خلال الساعات القريبة”. وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية حالة الطوارئ القصوى، مطالبة المواطنين بـ”البقاء قرب الملاجئ طوال الوقت”، فيما استدعت قيادة المنطقة الشمالية قوات احتياط لتعزيز الدفاع على الحدود.
تبريرات إسرائيلية ووعود بالمزيد
برر المسؤولون الإسرائيليون العملية بالقول إن “تقارير استخبارية متنوعة أثبتت خلال الأشهر الأخيرة أن نظام إيران اقترب من نقطة اللاعودة” في برنامجه النووي. وأعلن الجيش الإسرائيلي “للمرة الأولى أن إيران تطور برنامجاً سرياً للتقدم التكنولوجي بمجالات تطوير الأسلحة النووية”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتس: “لقد تعاملنا مع أذرع إيران خلال العام والنصف الماضيين والآن نتعامل معها”، مؤكداً أن الجيش “بنى قدرات استثنائية بمجالي الاستخبارات وعمليات الدفاع والهجوم تتيح التعامل مع التحديات الكبرى”.
وعيد إيرانية بالرد القاسي
رد المرشد الإيراني علي خامنئي بتهديدات مباشرة، قائلاً: “على الكيان الصهيوني أن ينتظر عقاباً شديداً… أعد الكيان الصهيوني لنفسه بهذه الجريمة مصيراً مريراً ومؤلماً وسوف يناله لا محالة”.
وأكد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أنهم “سيردون رداً قاسياً على الاعتداءات الإسرائيلية”.
تداعيات اقتصادية فورية
أدت الضربات إلى قفزة حادة في أسعار النفط بأكثر من 10%، وفقاً لوكالة فرانس برس، مما يعكس القلق الدولي من تصاعد محتمل للصراع في منطقة حيوية لإمدادات الطاقة العالمية.
تنسيق أمريكي-إسرائيلي
أكدت مصادر إسرائيلية أن العملية تمت بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة، حيث “تم إبلاغ الإدارة الأمريكية قبل بدء الهجمات”.
وأعرب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي عن “الأسف للوصول إلى هذه المرحلة الحرجة”، مؤكداً أنه “لا يمكن لإيران تحت أي ظرف أن تحصل على سلاح نووي”.
مع استمرار التطورات وتوقع رد إيراني واسع النطاق، تشهد المنطقة حالة ترقب قصوى قد تعيد تشكيل خريطة التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط.