في تطور خطير يكشف عن عمق الاختراق الإسرائيلي للقيادات الحوثية، أجرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقابلة مع أحد القيادات البارزة في جماعة الحوثيين، والتي كشفت عن أهداف الجماعة الحقيقية وخطورتها على الأمن القومي العربي والاستقرار الإقليمي.
تأتي هذه المقابلة في وقت تواصل فيه الجماعة الحوثية ادعاءاتها برفض التطبيع مع إسرائيل ومعاداتها للكيان الصهيوني، إلا أن إجراء هذه المقابلة مع وسيلة إعلام إسرائيلية يكشف عن تناقضات صارخة في خطاب الجماعة ويثير تساؤلات جدية حول طبيعة العلاقات الخفية بين الطرفين.
خلال المقابلة، كشف القيادي الحوثي عن رؤية الجماعة التوسعية التي تتجاوز الحدود اليمنية لتشمل المنطقة العربية بأكملها، من خلال قوله إنهم “سيعيدون سيرة المسلمين التي باعتها السعودية والخليج والأنظمة العميلة”، في إشارة واضحة إلى نوايا الجماعة في تصدير مشروعها الطائفي إلى دول الخليج العربي والمنطقة.
وأضاف القيادي الحوثي أن الجماعة تسعى لـ”دعم أهداف الأمة، وفي مقدمتها فلسطين، وبناء جيش له أيديولوجية قادر على الذود عن اليمن والأمة”، مما يكشف عن طموحات عسكرية تتجاوز الدفاع عن الأراضي اليمنية إلى التدخل في شؤون دول المنطقة تحت ذرائع دينية وأيديولوجية.
في جانب آخر من المقابلة، كشف القيادي الحوثي عن السعي لتطبيق ما أسماه “مشروع حسين الحوثي” في بناء دولة إسلامية، نسبة إلى مؤسس الحركة الحوثية.
هذا المشروع، كما يتضح من التصريحات، يهدف إلى إقامة نظام طائفي يقوم على أسس مذهبية ضيقة ويرفض التعددية والتنوع الذي يميز المجتمعات العربية.
وأكد القيادي أن الجماعة “لا تسعى للسلطة، بل لتطبيق مشروع حسين الحوثي في بناء دولة إسلامية، وهزيمة اليهود”، في تناقض صارخ مع إجرائه لهذه المقابلة مع صحيفة إسرائيلية، مما يثير تساؤلات حول صدقية هذه التصريحات ويكشف عن ازدواجية في الخطاب الحوثي.
لعل أخطر ما كشفته المقابلة هو الاعتراف الصريح بالتبعية الكاملة للنظام الإيراني، من خلال حديثه لصحيفة إسرائيلية، بأن جماعته “لا تخجل من تحالفها مع إيران، بل تفخر بها لأنها تساند أهداف الأمة”، مضيفاً أن “الإيرانيين قدوتهم، ويدعمونهم ويناصرون قضيتهم ضد الشعب اليمني والحكومة المينية”.
وفي تصريح يكشف عن عمق هذه التبعية، أكد القيادي أن العلاقة مع إيران “هي علاقة أخوة في الدين والمصير، استناداً على مبدأ نصرة المظلوم”، واصفاً إياها بأنها “علاقة إيمان وولاء لآيات الله الخميني وخامنئي”.
تصريحات القيادي الحوثي، تؤكد أن الجماعة ليست سوى أداة في يد النظام الإيراني لتنفيذ مشروعه التوسعي في المنطقة العربية، وأن ولاءهم الحقيقي ليس لليمن أو للشعب اليمني، بل للمرشد الأعلى الإيراني ومشروعه الطائفي.
تكشف تصريحات القيادي الحوثي عن تهديدات جدية ومباشرة للأمن القومي العربي على عدة مستويات.
ويقول مراقبون سياسيون، إن إعلان الحوثيين عن سعيهم لبناء “جيش له أيديولوجية قادر على الذود عن اليمن والأمة” يشير إلى نوايا عسكرية تتجاوز الحدود اليمنية.
واعتبروا أن تصريح القيادي لصحيفة يدعوت أحرنوت، مقترناً بالدعم الإيراني المعلن، يعني أن المنطقة تواجه تهديداً عسكرياً حقيقياً من قوة مسلحة تتلقى التدريب والتسليح من إيران وتعمل وفق أجندتها الإقليمية.
كما يشكل المشروع الحوثي تهديداً مباشراً للنسيج الاجتماعي في المنطقة العربية من خلال محاولة فرض نموذج طائفي ضيق يقوم على التمييز المذهبي، مما يهدد التعايش السلمي بين مكونات المجتمعات العربية المتنوعة ويمكن أن يؤدي إلى صراعات طائفية مدمرة، بالإضافة إلى ذلك، فإن استهداف الحوثيين للأنظمة العربية، والتي وصفوها بـ”الأنظمة العميلة”، يكشف عن مشروع سياسي يهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتقويض سيادة الدول العربية، وهذا التهديد يأتي في إطار المشروع الإيراني الأوسع لبسط النفوذ على المنطقة من خلال الوكلاء المحليين.
تثير المقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية تساؤلات جدية حول طبيعة العلاقة بين الحوثيين وإسرائيل، فبينما يدعي الحوثيون معاداة إسرائيل و”هزيمة اليهود”، فإن استعدادهم لإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية يكشف عن ازدواجية في الخطاب وربما عن قنوات اتصال خفية.
هذا الاختراق الإسرائيلي للقيادات الحوثية يمكن أن يفسر العديد من المواقف الحوثية التي تخدم المصالح الإسرائيلية بشكل غير مباشر، مثل زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية وإضعاف الدول العربية من الداخل.
إن الكشف عن هذه الأهداف الحوثية له تداعيات خطيرة على المستوى الإقليمي والدولي، فعلى المستوى الإقليمي، قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الطائفية في المنطقة، وتهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، وزعزعة الاستقرار في دول الخليج العربي، وتقويض جهود السلام والاستقرار في اليمن.
أما على المستوى الدولي، فقد يهدد أمن الطاقة العالمي، ويصعد التوترات بين القوى الإقليمية والدولية، ويعقد جهود الوساطة الدولية في اليمن، ويؤثر سلباً على التجارة الدولية.
ويقول مراقبون سياسيون، إن الحاجة أصبحت ملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة على المستوى العربي والدولي لمواجهة هذا التهديد، بما في ذلك تعزيز التعاون الأمني العربي لمواجهة التهديدات الحوثية والإيرانية، وفضح الازدواجية الحوثية وكشف علاقاتهم الخفية مع إسرائيل، وتقوية الجبهة الداخلية اليمنية لمواجهة المشروع الطائفي الحوثي، وتعزيز الدعم الدولي للحكومة اليمنية الشرعية، ومواجهة الدعاية الحوثية وكشف حقيقة مشروعهم التدميري.
إن المنطقة العربية تواجه تحدياً حقيقياً يتطلب استجابة موحدة وحاسمة لحماية الأمن والاستقرار ومنع تحقيق الأهداف التوسعية للمشروع الحوثي-الإيراني، وفقًا للمراقبين.