الإثنين, يونيو 16, 2025

عاجل

نزع سلاح حزب الله.. ما بعد الهزيمة والذل العسكري هل يتكرر السيناريو في اليمن؟

من كان يتصور قبل عامٍ واحد فقط، أن الحديث عن نزع سلاح حزب الله سيغدو أمرًا مطروحًا على الطاولة، ليس فقط من قبل خصوم الحزب في الداخل اللبناني، بل أيضًا من قبل واشنطن والمجتمع الدولي بلهجة جادة لا تخلو من التهديد الضمني؟

حزب الله، الذي طالما مثّل رأس الحربة الإيرانية في المشرق العربي، يبدو اليوم في أضعف حالاته منذ تأسيسه، وتلك الهالة التي أحاطت به لعقود – باعتباره “المقاومة” التي لا تُهزم – تهاوت تحت وطأة الضربات الإسرائيلية المركّزة، والتي أصابت العمق القيادي للحزب، وقتلت عددًا من قادة الصف الأول، في تطور غير مسبوق.

التحول الجذري في صورة حزب الله بدأ مع اتساع رقعة المواجهات بينه وبين إسرائيل على الحدود اللبنانية منذ أكتوبر 2023، كرد فعل على الحرب في غزة، لكن ما لم يحسب له الحزب حسابًا، هو أن إسرائيل لن تتعامل معه بنفس “الضبط العسكري” الذي كان سائدًا في السنوات الماضية، بل لجأت إلى استراتيجية استنزاف مركّزة، استهدفت البنية التحتية القتالية للحزب، ومستودعات أسلحته، ونقاط القيادة والسيطرة، بل وامتدت إلى قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب الرئيسي.

لم تنجح منظومة الدفاع الجوي للحزب في منع هذه الغارات، ولم يستطع الرد بشكل يُعيد التوازن أو يردع إسرائيل عن الاستمرار، مما كشف حجم الضعف العملياتي والاستخباراتي الذي يعانيه الحزب، وربما الأهم من ذلك: الانكشاف السياسي داخليًا، حيث بدأت بيئة الحزب الشيعية تشعر بثقل الكلفة، وصار التساؤل الداخلي مشروعًا: لماذا ندفع ثمن مغامرات إيرانية لا تخدم لبنان؟

أورتيجاس و”الفرصة الذهبية”
تصريحات المبعوثة الأمريكية مورجان أورتيجاس بشأن ضرورة نزع سلاح حزب الله و”الجماعات المسلحة الأخرى”، لم تأتِ من فراغ؛ بل تعكس قراءة أمريكية دقيقة للوضع الحالي.

فالمجتمع الدولي يرى في هذه اللحظة فرصة نادرة لتقليص النفوذ الإيراني في لبنان، خصوصًا بعد أن بات الحزب عاجزًا عن فرض معادلات القوة التي طالما تفاخر بها، وأصبح يتلقى الضربات دون أن يجرؤ على الرد المكافئ.

الأكثر إثارة هو ما ذكرته أورتيجاس عن توقعها بأن “تباشر القوات اللبنانية هذه المهمة”، في إشارة إلى أن هناك غطاء دوليًا وربما حتى تحالفًا داخليًا قيد التبلور لنزع سلاح الحزب، حتى وإن لم يكن ذلك في صورة صدام مباشر، بل من خلال استراتيجية “التجريد البطيء” عبر الضغوط السياسية، والاقتصادية، وتحجيم التمويل، وصولًا إلى تدويل ملف السلاح.

هل يتكرر النموذج في اليمن؟
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة في هذا السياق: هل ما يحدث اليوم في لبنان يمكن أن يُشكل نموذجًا للتعامل مع جماعة الحوثي في اليمن، الذراع الإيرانية الأخرى التي تُمسك بخناق العاصمة صنعاء منذ سنوات؟

الجواب يرتبط بمجموعة عوامل مشتركة واختلافات جوهرية. فمثل حزب الله، يتمتع الحوثيون بترسانة عسكرية ضخمة، وتمويل وتسليح إيراني، كما أن لديهم غطاءً أيديولوجيًا طائفيًا يُعزز من تماسكهم الداخلي. لكنهم – وعلى عكس حزب الله – يفتقرون إلى الغطاء السياسي الداخلي الشامل، ويواجهون بيئة اجتماعية وشعبية متململة، بالإضافة إلى أن بنيتهم العسكرية تعرضت لضربات كبيرة في السنوات الماضية.

لكن الأهم من ذلك أن الجماعة اليوم، تعاني من عزلة متزايدة، خاصة بعد أن بدأت الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية تُثير استياء العالم، وتدفع نحو تحالفات إقليمية ودولية جديدة لتحجيمهم. وهذه اللحظة قد تكون مشابهة جدًا للحظة التي يعيشها حزب الله اليوم، من حيث الضغط الخارجي وتآكل الغطاء المحلي، وهو ما قد يفتح الباب أمام مشروع وطني – وربما إقليمي – لنزع سلاح الحوثيين.

إيران.. العقبة المشتركة
الطرف الثابت في المعادلتين اللبنانية واليمنية، هو إيران، التي تعتبر “سلاح الوكلاء” أحد أهم أدوات نفوذها في الشرق الأوسط، وبالتالي، فإن أي محاولة لنزع سلاح حزب الله أو الحوثيين، ستُواجه بمقاومة إيرانية مباشرة أو غير مباشرة، عبر الضغط السياسي أو التصعيد الميداني.

لكن السؤال هنا: هل إيران في وضع يسمح لها بفتح أكثر من جبهة؟ الحرب في غزة، الغارات الإسرائيلية في سوريا ولبنان، التوتر في الخليج، والضغوط الاقتصادية الداخلية… كل هذه العوامل تضع طهران في موقف دفاعي أكثر من أي وقت مضى.

فرصة لا تتكرر
ما نشهده اليوم من زخم دولي وإقليمي للحد من قوة حزب الله، قد لا يتكرر، وهو يشكل نموذجًا واقعيًا لما يمكن أن يحدث إذا توافرت الإرادة الدولية والمحلية لنزع سلاح الميليشيات.

اليمن ليس ببعيد عن هذا السيناريو، بل قد يكون الهدف التالي بعد لبنان، خاصة إذا أدرك المجتمع الدولي، أن لحظة “انكشاف الذراع” الإيراني قد بدأت فعلًا، وما عليهم سوى الإمساك بزمام المبادرة.

نزع سلاح حزب الله لم يعد حلمًا بعيدًا، بل احتمال واقعي.. واليمن، قد يكون الساحة التالية في “تقليم أظافر طهران”.

موجز الاسبوع

إيران تمد غصن زيتون مشتعل.. دبلوماسية النجاة أم بداية التراجع؟

في تطور لافت وسط تصاعد اللهيب في سماء الشرق...

مصير غامض لرئيس أركان الحوثيين بعد أول عملية اغتيال إسرائيلية في صنعاء

كشفت مصادر أمنية وإعلامية في صنعاء تفاصيل مثيرة حول...

ثورة أبل الجديدة.. جواز سفرك داخل هاتفك

في خطوة قد تُحدث تحولًا جذرياً في طريقة السفر...

الحوثيون يحتفلون بـ«يوم الولاية» وحليفاتهم تصارع وحيدة تحت نيران إسرائيل

المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل نارها تستعر بالتزامن مع...

بعد تهديدات ترامب.. ماكرون: «جرينلاند» لن تباع ولن يتم الاستيلاء عليها

تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأحد بدعم جرينلاند،...

أهم المواضيع

مصير غامض لرئيس أركان الحوثيين بعد أول عملية اغتيال إسرائيلية في صنعاء

كشفت مصادر أمنية وإعلامية في صنعاء تفاصيل مثيرة حول...

ثورة أبل الجديدة.. جواز سفرك داخل هاتفك

في خطوة قد تُحدث تحولًا جذرياً في طريقة السفر...

الحوثيون يحتفلون بـ«يوم الولاية» وحليفاتهم تصارع وحيدة تحت نيران إسرائيل

المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل نارها تستعر بالتزامن مع...

بعد تهديدات ترامب.. ماكرون: «جرينلاند» لن تباع ولن يتم الاستيلاء عليها

تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأحد بدعم جرينلاند،...

إيران تتّهم إسرائيل باستهداف مبنى تابع لوزارة الخارجية «عمداً»

اتّهمت إيران مساء الأحد إسرائيل باستهداف مبنى تابع لوزارة...

النمسا تدعو إسرائيل وإيران إلى خفض التصعيد

دعت بيآتا ماينل رايزينجر، وزيرة خارجية النمسا، إلى خفض...

إيران تشن هجوماً صاروخياً واسعاً على إسرائيل وسقوط ضحايا في حيفا وتل أبيب

شنت إيران هجومًا صاروخيًا واسعًا على أهداف داخل إسرائيل،...

مقالات ذات صلة

تصنيفات الاوسط