أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية اليوم تصعيد ما أسمته “المرحلة الرابعة من الحصار البحري على إسرائيل”، مدعية استهداف السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، في أي مكان تطاله صواريخها أو مسيّراتها.
لكن خلف هذه التصريحات المتكررة، تقف حقائق دامغة تكشف الوجه الحقيقي لهذه المليشيا التي لطالما رفعت شعارات “الموت لإسرائيل” و”النصرة لغزة”، بينما لم تطلق رصاصة واحدة على هدف إسرائيلي فعلي منذ اندلاع العدوان على القطاع، ولم تُصب مصالح إسرائيلية بشكل مباشر، ولم تُسجَّل أي إصابة أو خسارة في صفوف قوات الاحتلال نتيجة لهجماتهم المزعومة، وفقًا لما يقوله مراقبون سياسيون.
المفارقة الأبرز، أن إسرائيل نفسها لم ترد أو تستهدف قيادات حوثية، بل استهدفت بنى تحتية يمنية رغم ادعاءات المليشيا بأنها في حالة “حرب مباشرة” معها، وهو ما يطرح تساؤلات جدية عن حقيقة العلاقة غير المعلنة بين الطرفين، والدور الذي تؤديه المليشيا في إعادة ترتيب الخارطة الجيوسياسية لصالح تل أبيب، من خلال إشغال المنطقة بخطابات شعبوية وأوهام بطولية، بينما تفتح الأبواب خلف الكواليس لأجندات التوسع الإسرائيلي.
التهديدات الحوثية التي طالت شركات الشحن العالمية، تعكس أيضًا رغبة المليشيا في فرض نفسها كقوة بحرية موازية لإيران، دون امتلاكها الحد الأدنى من الإمكانات الفعلية أو الإرادة السياسية الحقيقية لمواجهة إسرائيل، وتؤكد مجددًا أنها أداة تخريبية بيد قوى إقليمية، تساهم في زعزعة الأمن الملاحي العربي والدولي، وتصب مآلاتها في خدمة تمدد النفوذ الإسرائيلي لا العكس.
المزاعم المستمرة بدعم غزة، لا تتجاوز كونها غطاء إعلاميًا للعبث الإقليمي، ومحاولة مكشوفة لاختطاف المشهد الفلسطيني لمصالح طائفية ضيقة، فيما غزة وحدها من تدفع الثمن، وإسرائيل تراقب بصمت، مطمئنة إلى أن “الحوثي” لن يتجاوز دوره الوظيفي المحدد.